نفحات إسلامية
2015-08-19
7284 زيارة
في سياق الردّ على " ابن تيمية الحرّاني " بخصوص تضعيفه لــــ " حديث السفينة " ، الذي امتلأت به كُتب ومُصنّفات أهل السنّة والجماعة ، نورد في المقام أهم من أخرج هذا الحديث من أعلام أهل السنّة .
مُحَدِّثِي أهل السُنّة وكُتُبهم التي أَخرجتْ حديث السفينة :
ونحن هنا سنعتمد وننقل فقط الكُتب التي أخرجت " حديث السفينة " ، و قمنا بأنفسنا بالبحث والتحقيق فيها :
رواة الحديث من الصّحابة :
لقد نقل لنا هذا الحديث من رسول الله محمد ( صلّ الله عليه وآله ) مباشرة ، جملة من الصحابة ، بحيث يجعل الحديث وعلى مبنى جملة من علماء الجرح والتعديل ، من الأحاديث المتواترة .
مع العلم أنّ من سنذكرهم ممن روى حديث السفينة ، وكان معاصرا لنبي الله محمد ( صلّ الله عليه وآله ) ، هم فقط الذين نقل عنهم أصحاب المنّصفات المذكورة في الأعلى والتي حقّقنا فيها بأنفسنا ، فمن هؤلاء :
أما الرواة الذين نقلوا عن الصحابة من التابعين وتابعي التابعين إلى أصحاب المصنّفات التي أخرجت حديث السفينة ، فبلغ مع حذف المُكَرَّرين 121 راوي .
الصيغ المختلفة للحديث :
أشرنا سابقًا أنّ حديث السفينة وصلنا من أهل السنّة والجماعة بصيغ مختلفة ، باختلاف رواة الحديث له ، وهنا نذكر جملة من الصيغ له ، تأكيدًا على التواتر المعنوي لهذا الحديث :
خلاصة الكلام :
بعد أن أوردنا أكثر من عشرين مصنف مّمّن أخرج حديث السفينة ، وبعد أن ذكرنا ثمانية من الصحابة الذين نقلوا لنا حديث السفينة عن الرسول محمد (صلّ الله عليه وآله ) ، وبعد أن حقّقنا في صحّة طريقًا من الطرق التي أُخْرج بها حديث السفينة ، نقول :
أولا : أنّه و بعدما ذكرنا كل تلك المصادر لا يمكن أن نفسّر كلام ابن تيمية أو من تلاه من أتباع ، إلاّ بأنّهم إمّا في قول ما قالوا كانوا غير مطّلعين على ما ذكرناه ، وإمّا أنّهم اطّلعوا عليها أو على بعضها ، وكانوا مدّعين في كلامهم بدون حق .
لأنّه لا يُعْقل أنّ يكون أحمد ابن حنبل ، و أبو نعيم الأصفهاني ، و ابن أبي شيبة ، و ابن المغازلي ، و ابن الصبّاغ ، و ابن قتيبة ، و الخطيب التبريزي ، و الخطيب البغدادي ، و جلال الدين السيوطي ، و الطبراني ، والمحب الطبري ، و المناوي ، و الدولابي ، و البزّار ، و السخاوي ، و الكنجي ، و الفاكهي .............. وغيرهم ، مِمَن يروون عن حطّاب الليل ، كما يدّعي ابن تيمية الحرّاني وأتباعه المعاصرين .
وكذلك لا يمكن لأحد القول أنّ كل تلك المصنّفات التي ذكرناها ، هي من الكتب الغير معتمدة ولا المعروفة عند أهل السنّة والجماعة ، ومن يقول ذلك فهو إمّا هو جاهل أو مدّعي كاذب .
ثانيا : أنّ لحديث السفينة دلالة واضحة في لزوم اتباع أهل بيت الرسول الأكرم (عليهم السلام ) من بعده ، وكذلك هناك دلالة واضحة في أنّ اتِّبَاعهم ( عليهم السلام) هو أمان من الغرق في بحور الضلالة والتِيه ، بل هو النجاة الحقيقية من الضياع و الشتات الذي شهدته الأمّة عبر العصور .
ولأجل هذه الدلالات الواضحة ، والتي تهدّم كل ما عليه " ابن تيمية " وأتباعه ، وأيضًا كل مبانيهم ، ذهب ابن تيمية وأتباعه عنادًا وبغضًا لأهل البيت ( عليهم السلام ) نحو تضعيف هذا الحديث وغيره من الأحاديث الواضحة في لزوم اتباع أهل البيت ( عليهم السلام) من بعد الرسول الأكرم ( صلّ الله عليه وآله ) .
والحمد لله رب العالمين
الكاتب / السيد حبيب مقدم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : المستدرك على الصحيحين ، ج 2 ص 373 ر 3312 ، و ج 3 ص 163 ر 4720
(2): فضائل الصحابة ، ج 2 ص 785 ر1402 ، باب فضائل الحسن والحسين
(3): المعجم الصغير ، ج 1 ص 240 ، ر قم الحديث 391 ، و : ج 2 ص 84-85 ، رقم الحديث 825 ، وأيضا : المعجم الكبير : ج 3 ص 37 ر 2636 ، وأيضا ؛ ج 3 ص 37-38 ر2637 ، و ج 3 ص 38 ر 2638 ، وأيضًا : المعجم الأوسط : ج 5 ص 305-306 باب روايات محمد بن أحمد ، وأيضا ج 5 ص 354-355 مرويات محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، و : ج 6 ص 85 مرويات محمد بن عبد العزيز
(4): الجامع الصغير : ج 1 ص 373 ر 2442 باب حرف الهمزة ، وأيضا ج 2 ص 533 ر 8162 باب حرف الميم ، و أيضا : إحياء الميت بفضائل أهل البيت : ص 24 ح ر 24 ، 25 ، 26 ، 27 .
(5) : ذخائر العقبى : ص 53 الباب الخامس في فضل أهل البيت ، وص 54 .
(6): مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : ج 9 ص 168 با فضل أهل البيت ، وأيضًا : كتاب كشف الأستار : ج 3 ص 222 ، رقم 2614 – 2615- 2613 ، باب مناقب أهل البيت (عليه السلام) .
(7):المنح المكية في شرح الهمزية : ص 535 ، شرح بيت رقم 343 .
(8): تاريخ بغداد : ج 13 ص 569 رقم الحديث 6460 .
(9): مشكاة المصابيح : ج 3 ص 1742 ، رقم الحديث 6174 ، كتاب المناقب ، باب مناقب أهل البيت (عليه السلام) .
(10): حلية الأولياء : ج 4 ص 306 ، ترجمة سعيد بن جبير .
(11) : أخبار مكّة : ج 3 ص 134 ر،ح 1904 ، باب ذكر خطبة أبي ذر ......بمكة .
(12) : الفصول المهمة : ص 25 ، باب ذكر شيء ممّا جاء في فضلهم وفضل محبتهم .
(13): مسند الشهاب : مجلد 2 جزء 10 صفحة 273 رقم الحديث 1342 .
(14): كنز العمّال : ج 2 ص 434-435 رقم الحديث 4429 ، وأيضا ج 12 ص95 رقم الحديث 34151 و أيضًا : ج 12 ص 98 رقم الحديث 34169 ، وأيضا ج 12 ص 98 رقم الحديث 34170 ، و : ج 12 ص 94 رقم الحديث 34144 .
(15): استجلاب ارتقاء الغرف : ج 2 ص 479 ر 213 ، وأيضا ج 2 ص 480 ر 214 ، وأيضا ج 2 ص 481 ر 217 ، و: ج 2 ص 482-483 رقم الحديث 218 ، و : ج 2 ص 483 رقم الحديث 319 ، و: ج 2 ص 483 رقم الحديث 220 .
(16): كفاية الطالب : ص 378 الباب المئة في تطهيرهم عليهم السلام من الأنجاس ، و : ص 378-379 ، الباب المئة في تطهيرهم عليهم السلام من الأنجاس .
(17): الصواعق المحرقة : ص 186 باب 11 في فضائل أهل البيت (عليه السلام) ، الفصل الثاني الحديث الثاني ، وأيضا ص 236 في التتمة في مناقب آل البيت باب الأمان ببقائهم .
(18): المصنف : ج 11 ص 150 ، رقم الحديث 32651 ، باب فضائل علي بن أبي طالب .
(19): مسند البزّار : ج 9 ص 343 رقم الحديق 3900 ، باب : عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر ، و : ج 11 ص 329 رقم الحديق 5142 ، باب حديث المكيين عن ابن عبّاس .
(20): كتاب المعارف : ص 252 ، في ترجمة أبو ذر الغفاري .
(21): الكنى والأسماء : ج 1 ص 137 ، رقم الحديث 481 ، ترجمة أبو طفيل عامر بن وائلة ، رقم الترجمة 241 .
(22): فيض القدير : ج 5 ص 517 .
(23): مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : ص 187-188 رقم الحديث 173 ، وأيضًا : ص 189 رقم الحديث 176، و : ص 188-189 رقم الحديث 175 ، وأيضا ص 190 رقم الحديث 177 ، و : ص 188 رقم الحديث 174 .
(24): فرائد السمطين : ج 2 رقم الحديث 519 ، باب رقم 48 .
(25): تفسير القرآن للسمعاني : ج 3 ص 472 ، تفسير سورة المؤمنون الآية رقم 28 .
(26): المعجم في أصحاب القاضي الصدفي : ص 93 ، حرف الخاء ، ترجمة الخضر بن عبد الرحمان - ابن القزّاز .