موسوعة الامام الحسين
2021-08-19
281 زيارة
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (44) بيتاً:
خرَّ للتربِ صريعاً شـاكـيـاً جـور الـعـدى
لم يجدْ في (كربلا) غـيـرَ الـسيوفِ مُنجدا
لـيـتـنـي كـنـتُ فـداءً عنه إذ ضاقَ الرَّدى
ليتَ صدري يتّقي السهمَ وألقى في الوهادْ
الشاعر
السيد إبراهيم العطار الحسني، من أعلام الكاظمية ولد فيها، وهو حفيد الفقيه والشاعر الكبير إبراهيم العطار، أما والده فهو السيد حيدر الجد الأعلى لأسرة الحيدري المعروفة في الكاظمية، وهو الذي جمع ديوان والده الضخم الذي يحتوي على أربعة آلاف بيت أغلبه في مدائح ومراثي أهل البيت (عليهم السلام).
أما نسبه فهو السيد إبراهيم بن حيدر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن سيف الدين بن رضاء الدين بن سيف الدين بن رميثة بن رضاء الدين بن محمد علي بن عطيفة بن رضاء الدين بن علاء الدين بن مرتضى بن محمد بن حميضة بن أبي نمي محمد نجم الدين الشريف – من أمراء مكة – وينتهي نسبه الشريف إلى الإمام الحسن (عليه السلام)
نشأ العطار في هذه البيئة الصالحة والأجواء الإيمانية، فلما شبّ هاجر إلى النجف الأشرف لتلقي العلوم فأمضى فيها فترة ثم عاد إلى الكاظمية وواصل دراسته فيها، حتى أصبح من العلماء الأعلام.
خاض العطار ميدان التأليف وتمخضت مسيرته في التأليف عن (سبعة) كتب هي:
(هداية المسترشدين إلى معرفة الإمام المبين ــ بجزأين ــ)، (هداية العباد ليوم المعاد)، (هداية الإخوان إلى رياض الجنان ــ وهو في أعمال الأشهر الثلاثة: رجب، شعبان، رمضان ومجموعة في الحكم والأخلاق ــ)، (مناقب أهل البيت عليهم السلام)، (مقتل الحسين ومراثيه)، (رسالة في سعد الأيام ونحسها)، (رسالة في المآكل والمشارب) إضافة إلى ديوانه.
قال عنه السيد محسن الأعرجي في (مناهل الضرب وأنساب آل أبي طالب): (كان من أهل الصلاح والتقوى والورع)
وقال عنه أيضا في (البلد الأمين في أحوال العترة الأكرمين): (كان فاضلا دينا من أهل الخير والصلاح والدين)
توفي العطار في الكاظمية ودفن في الصحن الكاظمي الشريف.
شعره
قال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
واذرِ دمـعـاً لـقـتـيـلٍ كـانَ مـفدي خيرَ فادِ
وسليبٍ وهوَ ظلٌّ عن لظى نـارِ الـمـعــادِ
لهفُ نفسي لطريحٍ خرَّ عن ظهرِ الجوادِ
لـهـفُ قـلـبٍ لـجـريـحٍ بـظـبـا آلِ زيـــــادِ
آه واحـزنـي عـلـيـهِ وهو ملقىً في الوهادِ
وقال:
كيفَ لا أبكي حسيناً وهو في أرضِ الطفوفْ
قـد سـقوا أنصـارَه جمعُ العدى كأسَ الحتوفْ
قد قـضـوا نـحـبـهمُ صرعى إلى ربٍّ رؤوفْ
فـرَّقَ الـلـيـثُ جـمـوعَ الـكـفـرِ مـنـهمْ والفسادْ
*******************************
يخطفُ الأرواحَ برقُ السيفِ إذ فيهمْ سطا
لـفـلـفَ الأجـنـادَ بـالأجـنـادِ منهمْ واختطى
أينَ هـم مِـمَّـنْ تـنـاهـى عـنده كشفُ الغطا
سـيِّـدُ الـكـونـيـنِ حـقـاً أخـمـدَ الـكـفرَ وعادْ
******************************
صالَ فيهمْ صولةً ليثُ العرينِ المرتضى
يـبـعـجُ الأبطالَ بالسيفِ وقد ضاقَ الفضا
فإذا مـا حـانَ مِـن ربِّـه إذ ذاكَ الــقـــضـا
جـاءه سـهـمُ مـشـومٍ خـارقٍ وسـط الـفؤادْ
وقال من أخرى:
بأبـي الآســـاد في يو مِ ضــــرابٍ ونـــــزالِ
بــأبـي أقــــمـارَ تــــمٍّ أفـلـتْ بـعـــدَ الـكــمالِ
بـأبي أفـــدي رؤوسـاً رُفعتْ فــوقَ العــوالي
بـأبــــي أفـدي رقــاباً ربــقــــوهـا بـالـحــبالِ
بــأبـي أفدي جـسـوماً رشـقـــوهـا بـالـنـبـــالِ
لـهفُ نفسي لـنـفـوسٍ جـرِّعـــتْ مُـرَّ الــوبالِ
يا لقومي لــمـصــابٍ هدَّ أركــانَ الـمـــعـالي
أيُرى الــسـجَّادُ مـغلو لاً بـــأصـفـادٍ ثــــقــالِ
والــيتامى والأيـامـى فـــوقَ أنـضـــاءٍ هزالِ
حـمـلـوهنَّ إلى الـشـا مِ عـــلـى أســــوءِ حالِ
هاتــفـاتٍ برسولِ الله فـــي ضــيــقِ الـمجالِ
ليتَ عينيكَ ترى سبـ ـطــكَ ملقىً في الرمالِ
وكـريـمـاتِـكَ حسرى فـــوقَ أقـتـابِ الـجمالِ
يـا بـنـي طـهَ عـلـيكم بعد ذي العرشِ اتّكالي
وبني الوحي ومن أثـ ـنى عليهمْ ذو الــجلالِ
حـسـبُ إبراهيمَ فخراً ســادَ أربــابِ الـكـمالِ
وكـفـاهُ أنّــــه يـــــــنـ ـمــى إلــى أكــــرمِ آلِ
وقال:
دمـعٌ جـرى مـن الــعـيـونِ الباكية فـأخـمـدَ الـنـيـرانَ مـن فؤاديــه
لـو كـانَ دمــعــي لــمْ يــرَ بـزفرةٍ وجدتُ في أحشايَ ناراً حامــية
فـكـيـفَ لا أبــكــي دمــاً بــعــبـرةٍ لـسـبـطِ خـيـرِ مـرسلٍ وهاديـــه
ألا تــرى أنَّ الــحــســيــنَ قد غدا مفردُ ما بينَ الطغاةِ الـبـاغـــيـة
بـلـهـفـةٍ يـدعـو ألا مِــنْ نــاصـــرٍ فـلـمْ يـجـدْ إلّا الــظـبـا مـــناجيَه
لم أنـسَـه إذ صـالَ فـيهمْ صولة الـ كــرارِ حـيـدرِ الــفـتـى عــلانية
فـجـاءَه سـهـمُ الـقـضـا بـه قـضـى لولا القضا لما قــضـى إمــاميه
فانقضَّ كالشمسِ على وجهِ الثرى فأظلمَ الكونُ عـلى ابنِ الــزاكيه
واهــتــزَّ عــرشُ اللهِ فــي أمـلاكِهِ وصارَ جبريلُ الأمــيــــنُ ناعيه
وانـهـدَّ ركــنُ الــديـنِ والإسلامُ إذ رقَّ برضِّ الصدرِ منه الطاغية
مَــن مُــبـلـغِ الـمـخـتـارَ أنَّ سبطَه مُــلـقـىً ثــلاثــاً بـالـدمـاءِ القانية
مَـن مـبـلـغِ الــكــرارَ أنَّ نــجـــلَـه مــرضَّــضٌ بـخـيـلِ كـفرٍ باغية
مَـن مُـبـلـغِ الــزهــراءَ أنَّ شـبلـها قـضـى ظما والماءُ مهرُ الزاكية
مَـنْ مُـبـلـغِ الإســلامَ أنَّ كـــهــفَها قـد أصـبـحـتْ مـنـه الديارُ خاليه
مَـنْ مُـبـلـغِ الــزكـيَّ فـي عضـيدِهِ ألـفٌ مـن الـطـعـنِ وتـســعُ مائيَه
محمد طاهر الصفار