423 ــ محي الدين الطريحي: توفي (1130هـ / 1717 م)

موسوعة الامام الحسين

2021-07-04

202 زيارة

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (30) بيتا

نفسي فـدى فـاديـهِ طـالبُ نفرِه      في (كربلا) حيثُ العدوُّ بمرصدِ

حـقَّ الـبكاءُ على المجدِّ لنينوى      مـن عـتـرةِ الـهـادي النبيِّ محمدِ

قد آثرَ الموتَ الزؤامَ على البقا      في جنبِ نصرةِ خـيرِ هادٍ مُرشدِ

الشاعر

محي الدين بن محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن طريح بن خفاجي بن فياض بن حيمة بن خميس بن جمعة المسلمي المعروف بـ (الطريحي)، عالم وشاعر من أعلام أسرة الطريحي العلمية العريقة التي يقول عنها قال عنه السيد جواد شبر أنها: (رسخت قواعدها في هذا البلد منذ قرون عديدة) (1)

وقد برز من هذه الأسرة العديد من أعلام الفقه والأدب، منهم الشيخ محمود والد محي الدين، والشيخ فخر الدين الطريحي صاحب المنتخب، وحفيده وسميّه الشيخ محيي الدين بن كمال الدين بن محيي الدين بن محمود الطريحي وغيرهم وقد وصفهم محسن الأمين بقوله في ترجمة محيي الدين: (ومحيي الدين وأقرباؤه كلهم صلحاء أتقياء زهاد أبرار). (2)

ولد محي الدين الطريحي في النجف الأشرف ودرس فيها العلوم الدينية حتى أصبح من علمائها وأدبائها الكبار.

قال عنه السيد حسن الصدر: (الشيخ الفقيه محي الدين بن محمود بن أحمد بن طريح النجفي عالم فاضل محقق عابد صالح أديب شاعر ، له رسائل ومراثي للحسين عليه السلام) (3)

وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان فاضلاً تقياً مصنفاً أديباً شاعراً، له شعر كثير في الحسين عليه السلام) (4)

وقال عنه الشيخ محمد علي بن بشارة: (كان في العلم قدوة وصدراً وأجرى من ينبوعه بتحقيقه نهراً، إن نثر فالدرّ نثاره أو نظم فاقت العقود أشعاره...).

وقال عنه السيد محسن الأمين: (هو أحد رجال العلم وفرسان الأدب)

توفي الطريحي في النجف ودفن فيها

شعره

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وصفها السماوي بأنها طويلة:

جادَ ما جادَ مـن دموعي السجامِ      لـمـصــابِ الكريمِ نجلِ الكرامِ

قلَّ صبري وزادَ حزني ووجدي      فدموعي كأسي ودمعي مدامي

إنَما حسرتي وهـمِّـي وحــزنــي      ونحيبي وزفرتي واضـطرامي

لـسـلـيـلِ الــبـتـولِ ســبطِ رسولِ      الله نورِ الإلــهِ خــيــرِ الأنـــامِ

فـتـكـتْ فـيـه عـصبةُ الكفرِ حتى      قـتـلـوهُ ظـلـمـاً بـغـيـرِ احـترامِ

مـنـعـوهُ مـاءَ الــفـراتِ مُـبــاحـاً      لســواهُ تمــرُّداً بــالــخـــصــامِ

حـلـؤوهُ عـن المُـــبـاحِ وحامـوا      دونـه بالــمــــهنَّــدِ الصمصــامِ

ويقول في نهايتها:

يا بــنـي أحمـدَ عصـامُ الــبرايـا      أنـتـــمُ النورُ فـي دياجـي الظلامِ

أنتـمُ عُــدّتـي لــــيــومِ مـعـــادي      لستُ أخشى من الذنوبِ العظـامِ

أنتـمُ العارفـونَ مـــــقـدارَ حبِّـي      فهوَ كــافٍ عن منطقي وكلامـي

قلتُ في مدحِكم وأخلصتُ ودِّي      يا رجائي ومـلـجأي واعتصامـي

فـخــــذوهـا مـن مسلمـيٍّ وفـيٍّ      نــجـــفــيٍّ مهــذبٍ بــالـــنــظــامِ

وقال من قصيدة في شهيد كربلاء القاسم بن الإمام الحسن المجتبى (عليهما السلام)

قمرٌ رقى أوجَ الــحـفـاظِ مـكـافــحاً      وعـلا على ظهرِ الطمِّرِ الأجودِ

وأدارها دورَ الـــرحــى لــمّــا غدا      بــالـبـيـضِ يسطو والقنا المتأوِّدِ

فـتـراهــمُ يـتـهـافـــتــونَ لــســيــفِهِ      مثلَ الفَراشِ على اللهيبِ الموقدِ

يـفـري بـهِ قـمـمَ الــكـمـاةِ مُـبــــدِّداً      ولـو انَّـهـا قطعُ الصـفا والجلمدِ

أعـظـمْ بـه مـن قـاسـمٍ قـسـمَ العِدى      ضـربـاً وطـعـنـاً فـي قـناً ومُهنّدِ

مَـن مـثـله بـيـن الــبــريَّــةِ مـحـتداً      ضَـربـتْ بـه أعــراقُــــه لـمحمدِ

شـبـلُ الـزكـيِّ المجتبى بدرُ الهدى      شمسُ المناقبِ والعُلى والـسـؤدَدِ

مـا كـرَّ يـومَ وغـىً عـلـى مـلمومةٍ      إلّا وغـــادرَ جــمـعَــهـا بـتــبـدّدِ

أكـرمْ بـهِ مـن أشـوسٍ أمَّ الــوغــى      ولـديـهِ حـيـث نـظـيــرُه لم يـولدِ

وعـلـى الـبـسـالــةِ قـد تـعـوَّدَ ناشئاً      أسـدٌ لـغـيـرِ الـبـأسِ لــم يـتــعوَّدِ

لـمْ أنـسَ مُـذ أنــســاهُ وحــدةَ عـمِّه      بـيـنَ الأعــادي ما لهُ مـن مُنـجدِ

طـلـبَ الـبـرازَ مـن الـحسينِ وقلبُه      مـتـوقّـدٌ بـالـحـزنِ أيَّ تـــــوقّـــدِ

فـتـدفّـقـتْ عـبراتُ بدرِ سما الهدى      سـبـط الـنبيِّ على شقيقِ الــفرقدِ

وانـصـاعَ نـحـوَ القومِ يخطبُ فيهمُ      بـلـسـانِ صـمـصامٍ وأسمرَ أمـلدِ

أفـديـهِ مـن شـهــمٍ عـدا نحوَ العِدى      بـثـبـاتِ مـقـدامٍ وأغــلـبَ مـلــبدِ

وغـدا يـبـدِّدُ نـظـمَ عـقــدٍ جموعِهم      فـي حـزمِ ضـرغامٍ هزبرٍ أصـيدِ

وعلى الأعادي مُوقداً جمرَ الردى      بـلـهـيـبِ حـدِّ حـسـامِــهِ الـمُتـوقّدِ

فـأبـادَ شـجـعـانَ الـوغــى وسقاهمُ      مرَّ الطعانِ بكأسِ لهذمِهِ الصـدي

وعـلـيـهِ أشـقـى الـخـلـقِ شدَّ مُقنّعاً      فـي سـيـفِـه رأسـاً لأكــرمِ ســيِّــدِ

ودعـا أيـا عـمّـاهُ أدركـــنــــي فقد      أورى الظما كبدي وبانَ تـجـلّـدي

فـأتـاهُ غـوثُ الـمـسـتـغيثِ مُبادراً      فـإذا بـه بـالـرِّجـلِ يَـفـحصُ والـيدِ

وعليهِ قد أجرى الـمـدامـعَ عندماً      عـن حـرِّ قـلـبٍ بـالـتـلـهّــفِ مُوقـدِ

وأتـى بـه نـحـوَ الـمـخـيَّــمِ نـاحباً      يـبـكـي ويـنـدبُــه بــقــلــــبٍ مكـمدِ

محمد طاهر الصفار

..............................................

1 ــ أدب الطف ج 5 ص 91

2 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ١١٥

3 ــ أمل الآمل

4 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ص 669

 5 ــ نشوة السلافة ومحل الاضافة 

6 ــ أعيان الشيعة ج ١٠ ص ١١٥

 

آخر المواضيع

الاكثر مشاهدة

الزيارة الافتراضية

قد يعجبك ايضاً